عدالة الحياة ( قبل الآخرة )
صديقتان توقعان بطيشهما على أخطر الجرائم التي قد حصلت من أجل دافع خيري, كما قالت إحداهما وبعدما انضما لشابين, وشاركهما طيشهم العابث في سرقة وتجارة المخدرات, حتى استطاعتا أن تجمعا المال الكثير ... إحدى الصديقتين كانت أختها مريضة جداً, بسبب قصور في القلب, وقد شهدت وفاة أمها بنفس المرض, ولن تسمح بأن يحدث ذلك مع أختها أيضاً, لذلك جمعت المال من أجل دفع مصاريف عملية أختها, لكن من مال حرام, لكن الأمر لم يتوقف عند عملية أختها, فقد تغيرت خططها وتغير السبب الذي من أجله أرادت جمع المال, ودخل الطمع قلبها, وأرادت المزيد منه, فأخذها طمعها إلى طريق لا عودة منه إلا للهاوية التي هوت بها في المعاصي, وجاء موعد العملية وبإذن الله تعالى شفيت أختها, وخرجت من المشفى وبينما كانت تهم في قيادة السيارة, حدث حادث مع سيارة تحمل قضبان حديدية, وقد اصطدمت بقوة مع سيارتها, وطار قضيبان ودخل واحد في رقبتها والثاني في رأسها, وأختها قربها تشاهد ذلك لقد انكتب عمر جديد للأخت, لكن الصديقة ماتت, ويا لها من طريقة للموت, ونالت جزائها العادل في الدنيا, أما الصديقة الأخرى, فقد كانت من عائلة غنية, ولا أدري لما قد تفعل ذلك, وقد كانت تدرك تماماً أنه خطأ ومع ذلك استمرت فيه, وغرقت في أخطائها أكثر فأكثر, حتى أصبح مصيرها عكس ضميرها, خاصة بعدما تزوجت أمها وأهملتها كلياً, وما رغبت يوم بهذه الحياة, وبعد وفاة صديقتها لم يبقى لها أحد, وشعرت بالملل والسأم, وزاد عليها زواج أمها وشعورها بالوحدة, وإهمال أمها لها, فقامت بقتل زوج أمها, ثم هربت بمساعدة الأم, التي تعرف تماماً أنها قتلته, ومع ذلك هربتها وقامت بحمايتها, وعندما علمت الشرطة بالحقيقة وقبضت عليها أنقذتها أمها, بأن دفعت المال لرجل مقابل اعترافه بذلك وحمله الجرم عنها, وعندما انتهينا من هذه المشكلة ومرت بسلام, عادتا لبيتهما في الجبل حيث الهواء العليل المنعش, ووعدتها ألا تنشغل عنها مرة أخرى, وبعد يومين فقط استيقظت صباحاً ووجدتها تحضر نفسها للخروج, وتركها وحدها مجدداً, لكن طمأنتها أن غيابها لن يدوم أكثر من ثلاث أيام, ثم ودعتها عند الباب وركبت سيارتها وغادرت, حزنت بالطبع لكن ما باليد حيلة, ثم جاءت جارتهما تضحك, قالت لها لا تحزني سنقضي معاً فترة غيابها, واقترحت أن نبدأ بركوب الدراجة الهوائية, فالجو لطيف هذا اليوم, وعندما وصلتا إلى منتصف الطريق, وجدتا سيارة مقلوبة ومحطمة, ثم رأت الصديقة أمها, كان نصف جسدها تحت السيارة, فركضت نحوها تحاول إخراجها, والجارة تناديها وتحذرها, بأن السيارة ستنفجر, وتمسكت بأمها بقوة حتى انفجرت السيارة وماتتا معاً, لأن حياتهما كانت خطأ منذ البداية, لذلك النهاية ستكون خطأ من دون شك, وكانت هذه عدالة الحياة قبل الآخرة, ويبدو أن مدة غيابها ستطول كثيراً هذه المرة, لكن لم تكن وحدها بل أخذت ابنتها معها كي لا تشعر بالوحدة مجدداً بعد اليوم .........